الاثنين، 25 يناير 2021

مراجعة كتاب: التواصل الدائم، اللغة فى عالم الإنترنت و الجوال


غلاف الكتاب الأمامى 

بيانات الكتاب:  

أسم الكتاب: التواصل الدائم، اللغة فى عالم الإنترنت والجوال 

تأليف: نايومي س. بارون استاذ اللغات وثقافات العالم 

ترجمة: محمد مازن جلال أستاذ علم اللغة الانجليزية  

الناشر: مركز الترجمة بجامعة الملك سعود 

عام النشر: 1436 هجري - 2015 ميلادي 

عدد الصفحات: 412 صفحة 

عدد الفصول: عشر فصول 




مؤلفة الكتاب نايومي س. بارون

بيانات المؤلف:

نايومي س. بارون استاذ اللغات وثقافات العالم  

دكتوراة في اللغويات من جامعة ستانفورد، بكالوريوس الأدب الإنجليزي والأمريكي من  جامعة برانديز Brandeis University 

استاذ اللغات وثقافات العالم في الجامعة الأمريكية بالعاصمة واشنطن 

مصدر المعلومات وصورة الكاتبة: الجامعة الأمريكية بواشنطن العاصمة 

مدينة واشنطن العاصمة - الولايات المتحدة الأمريكية 

الرابط: أضغط هنا


غلاف الكتاب الخلفى 

 بيانات المترجم:

محمد مازن جلال 

استاذ علم اللغة - كلية الأدب  

جامعة السويس - جمهورية مصر العربية 

وقت الترجمة (2015): استاذ مساعد علم اللغة 

جامعة الملك سعود - المملكة العربية السعودية







مراجعة الكتاب:

     هل تدمر الإنترنت اللغة، أن ذلك الأمر يصعب ضبطه، بالفعل فاللغة ذات الوسيط الإلكتروني كالمدقق الإملائي في برامج النصوص وجوجل أدت بنا إلى عادات سيئة في الكتابة، غير أن اللوم لا يقع على عاتق التقنية فتبعًا لرؤيتنا أن الخطأ يكمن تارة في البشر أو تارة أخرى في اللامبالاة العارمة التي أصبحنا نمارسها تجاه القواعد اللغوية المعيارية. 

فتطرح نايومي س. بارون في كتابها هذا سؤالين مهمين: 

ما الذي نفعله بلغتنا في ضوء تقنيات الاتصال الحديثة باعتبارنا متحدثين لها وكتُابا بها؟ 

كيف تؤثر الممارسات اللغوية بدورها في الطريقة التي يتواصل بها مع الأخرين؟ 



        تسلط نايومي س. بارون الضوء على تأثير لغة الإنترنت على الكتابة ووضع اللغة في الألفية الجديدة، فترسم الكاتبة صورة لما ستكون عليه اللغة الإنجليزية في ضوء تلك المستحدثات التكنولوجية، وترى أن اللغة الإنجليزية على وشك التفكك إلى خليط من اللهجات غير المفهومة، فستصبح الكتابة على نحو متزايد لتسجيل الحديث اللغوي وليست شكلًا مميزًا من أشكال التعبير اللغوي، وسوف نرى تراجع لدور الكتابة كوسيلة لإيضاح الفكر. 


هل يدمر الإنترنت اللغة 

     تعد المدونات واليوتيوب والويكيبيديا منابر تشترك في سمة أساسية هي أنها تمنح الفرصة للجميع كي يعبروا عن أنفسهم أمام حشد واسع من الجمهور، ويجمع بينهما أن تلك الأدوات يلزم لتفعليها توافر أجهزة حواسيب متصل بشبكة الإنترنت، ولكن كيف غير الترويض المتنامي للبريد الإلكتروني والرسائل الفورية ورسائل الجوال النصية والتدوين والفيسبوك وغيرها من وسائل الاتصال عبر الإنترنت والهاتف من فضاء التواصل رؤيتنا للغة، فإذا ذهبنا وراء التأثيرات التي قد تمارسها وسائل الاعلام في اللغة فإننا بحاجة إلى التفكير عما إذا كانت الحواسيب والهواتف الجوالة تؤثر في النسيج الاجتماعي. 

شعار المدونات Blogs

منصة التواصل الاجتماعى Facebook

     وبالنظر في ملاحظة أثار تقنيات اللغة الجديدة فهناك تأثيرين أساسين للبريد الإلكتروني وما تلاه من تقنيات على لغتنا وعلى طريقة استخدامها، وهما: الأول القدرات المتنامية واستخدامنا لتقنيات التواصل لضبط توقيت التفاعل وأطرافه، والثاني: حجم ما نكتب باللغة وتأثير الكم على الكيف. 

شكل البريد الإلكترونى من yahoo

     وأدى ذلك لظهور " ظاهرة نهاية الانتظار The End of Anticipation" حيث لم نعد ننتظر عودة الأسرة والأصدقاء لتبادل الحكايات والأخبار معًا، فالتواصل يتم بين أفراد الأسرة بشكل دائم داخل العالم الافتراضي، ونكون في هذه الحالة في حاجة إلى إعادة تعريف التلاقي وجهًا لوجه. 

ظهور مسميات جديدة في اللغة:

      مع التوسع في وظائف الحاسب المختلفة من تخزين البيانات وإنتاج الوثائق والاتصالات عبر الشبكات، دعت الحاجة ايضًا إلى ظهور مسميات جديدة فمع الأيام الأولى للاتصال الإلكتروني بدأت تظهر مصطلحات جديدة في أدبيات الحاسب الوليدة للإشارة إلى اللغة المستخدمة فى الإنترنت مثل: الخطاب الكتابي التفاعلي وأسلوب البريد الإلكتروني واللغة الإلكترونية، كما أدخل مصطلح " حديث الإنترنت " للإشارة إلى الملامح اللغوية المميزة للغة الإنترنت. 


     وفى عقد الثمانينيات من القرن الماضي ظهر مصطلح " التواصل الحاسوبي " Computer-Mediated Communication (CMC) ليشمل العديد من الوسائل المستخدمة في التواصل عبر الإنترنت ومنها البريد الإلكتروني والقوائم البريدية والتواصل الحواري (الدردشة) والمراسلة الفورية، ثم مع ظهور الهواتف الجوالة مثل البلاك بيري Black Berry وغيرها من الأنواع التي لا تعد، أصبح مصطلح " التواصل الحاسوبي " CMC مصطلح مترهلاً، ومن ثم فقد شرع العديد من الباحثين في استخدام مصطلح " تقنيات الاتصال المعلوماتية " Information Communication Technologies (ITCs) للإشارة إلى أدوات الاتصال ذاتها (مثل الحواسيب، والمساعدات الرقمية الشخصية، والهواتف الجوالة) وليس إلى المعلومات التي تحملها تلك الأدوات، فما نحتاجه الان هو مصطلح شامل يضم الأنماط المختلفة للغة التي ترسل بواسطة تقنيات الاتصال المعلوماتية، فشرعت نايومي س. بارون ومجموعة من الزملاء الباحثين في استخدام مصطلح " التواصل الإلكتروني " Electronically-Mediated Communication (EMC) لأن ذلك يؤدى إلى الغرض المطلوب تماماً الذي يؤديه اللفظ المشار إليه Pineapple. 


الرسائل الفورية نوعًا من الكلام: 

    هل الاتصال عبر الإنترنت يعد شكلًا مبتكرًا أم شكلًا معين من أشكال اللغة، فكان الرأي الأغلب الذي تم التوصل إليه هو أن ذلك التواصل لا يخرج عن دائرة الحديث لأن معظم الرسائل تكتب بصورة عفوية، ومع الانتشار المتزايد للبريد الإلكتروني والمراسلة الفورية في أواخر تسعينيات القرن الماضي، والظهور التدريجي للرسائل النصية في الولايات المتحدة في الألفية الجديدة أخذ النقاش العام يتحول من تناول الطبيعة اللغوية للاتصال الإلكتروني إلى الأثار التي يخلقها هذا النمط اللغوي على الكتابة بعيداً عن الإنترنت. 

    فهل كانت الرسائل الفورية والنصية لاسيما تلك التي يمارسها المراهقون والشباب إلى إضعاف قدرتهم على كتابة مقالات مدرسية جادة، فترى نايومي س. بارون أن تلك الأشكال اللغوية الجديدة لها أثار عميقة فى الأبعاد اللغوية والاجتماعية للتفاعل الإنساني، فبفضل تقنيات اللغة الجديدة ومع تنامى قدراتنا على السيطرة على عالم الحديث أصبح كل فرد منا قيصرًا للغة. 

     وتطرح الكاتبة سؤال هام: هل هناك من عواقب اجتماعية يمكن أن نتكبدها إزاء تنامى قدراتنا على ضبط التفاعل اللغوي؟، لأن الهدف الرئيسي من وراء كتابة الرسائل الفورية هو توصيل رسالة معينة (كالتعبير عن الملل أو التعاطف أو الترتيب لشؤن الغد أو النميمة) وليس التقدم بهذا العمل لجائزة أفضل مقال، وبما أن الرسائل الفورية بصفة عالية عفوية، فإن المستخدمين لا يكترثون كثيرا بمراقبة ما يكتبون. 

     وترى نايومي س. بارون في هذا الكتاب أن تلك الأشكال اللغوية الجديدة لها أثار عميقة فى الأبعاد اللغوية والاجتماعية للتفاعل الإنساني، وكيف يمكن للغة الإنترنت والهاتف أن تمنحنا القوة والجسارة خصوصاً فيما يتعلق بقدرتنا على التحكم في مستوى الاتصال مع الاٌخرين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق