الاثنين، 25 أبريل 2016

زيارة العاهل السعودى لمصر ..................... الدلالة والحدث (1)

زيارة العاهل السعودى لمصر ..................... الدلالة والحدث 

الجنرال والعاهل ..... هل من منافسة ..... أم جناحين لايمكن لأحد أن يطير منفرداً ...
(1)



من الطبيعى للغاية أن تتسم زيارة العاهل السعودى الاخيرة لمصر بالزخم الكبير ، فأختلاف الرؤى فى بعض القضايا العربية ،ومكانة المملكة فى الخليج وعلاقاتها بالغرب ومصر بعد مبارك ورحيل جماعة الاخوان ،فالعلاقة بين مصر والسعودية دائما ما تكون محور ساخن ولاكن يحسب لمصر والمملكة التناغم فى ضبط إيقاع العلاقات بين القطبين.

وأعتقد أن الثنائى الرائع الملك عبد الله رحمه الله و الرئيس الاسبق مبارك ،كان نموذج راقى لدولتان كبيرتان لم يرهقهما الزعامة أو التناحر على المحافل العربية بل كان الشراكة وتكامل المواقف هو العنوان الابرز للتعاون بينهما.

الملك عبد الله الراحل 

الرئيس الأسبق مبارك

علاقات راسخة تظهر وقت الأزمات

فحينما برز الى السطح الخلاف السعودى الليبى ووصل الامر الى تدبير القذافى محاولة لأغتيال الملك عبد الله تدخل مبارك واوقف السجال الاعلامى بين السعودية وليبيا ،وهذا يدل على مدى الحميمية فى العلاقة بين الرئيس الاسبق مبارك والعاهل السعودى الراحل الملك عبد الله

والمعروف أن التقارب الخليجى المصرى لم يكن مرتبط فقط بالزعامة  فقط بل وصل الى درجة كبيرة من تنسيق المواقف فى صون الامن القومى العربى ،فكان مبارك متشدد مع ايران لدرجة كبيرة ويدرك انها تزعزع استقرار الشرق الاوسط والخليج العربى ،وكانت دول الخليج ترغب فى مصر مستقرة فالمواقف أثبتت ذلك فبعد أندلاع احداث يناير 2011 وقول الادارة الامريكية أنها ستعلق المساعدات العسكرية السنوية لمصر قالت السعودية والامارات والكويت أنهما ستعوضان مصر عن قيمة المساعدات السنوية فى حالة قطعها عن مصر.

أحداث يناير 2011

فالعلاقات المصرية السعودية علاقات يربطها التعاون والامن القومى المشترك والرغبة فى الوصول الى التوافق المنشود
ففى المملكة ما يقارب من مليون مصرى يعمل ، وفى مصر أستثمارات كبيرة للغاية فمن السياحة الى الصناعات الغذائية الى الصناعات الثقيلة تتنوع الاستثمارات السعودية فى مصر .
وفى الصورة فندق المريديان وفندق جراند حياة القاهرة .

فندق المريديان وفندق جراند حياة القاهرة 

 هل الزعامة قد تصبح عائق بين المملكة ومصر فى علاقاتهما مع بعضهما البعض ؟!

فى الحقيقة أن القاهرة والرياض يوصفان بجناحى الامة العربية ، وخلال الثلاثون عام  المنقضية كانت القاهرة والرياض محور أساسى  فى العمل العربى المشترك وكان لشخصية الرئيس الاسبق مبارك فى ذلك دور كبير فهو لم يكن يميل الى الصدام وكان يميل الى التكامل مع الاخر وهذا تجلى عند المبادرة العربية التى طرحها الملك عبد الله وخرجت فى قمة بيروت العربية  ولم تصتدم بها القاهرة وعمان العاصمتان المعنيتان بالاتصال المباشرفى المفاوضات مع الكيان الصهيونى .

ولاكن كيف ينظر الاخر الى علاقة مصر والسعودية ؟!

كانت مفاجأة كبيرة عندما قرأت عن زيارة باراك اوبامل لمصر والقائه خطاب جامعة القاهرة ، من ان واشنطن لم ترغب ان يأتى الرئيس الامريكى الجديد أنذاك ولأول مرة الى الشرق الأوسط ويزور القاهرة دون المرور بالرياض ،فكانت زيارة الرياض السريعة ثم المغادرة الى القاهرة وهذا يدل على مدى العلاقة بين الرياض والقاهرة كمحوران رئيسيان فى العالم العربى .

الرئيس الأمريكى أوباما



فمن الطبيعى وسط التغيير الكبير فى الطبيعة السياسية للعالم العربى بعد أحداث الربيع العربى أن تتوتر العلاقة بين القاهرة والرياض تارة أو يصيبها الجمود تارة اخرى ، أو نرى سلاسة فى المواقف .

علاقات الود والترحاب   بين القاهرة والرياض 

فبعد أحداث الربيع العربى فى مصر ودول اخرى ، خرج مبارك من السلطة ومرض الرجل المسن ،فتفاجأ الجميع بما قالتة جريدة اخبار اليوم المصرية فى صدر صفحتها بعد عدة شهور من يناير 2011 أن الطائرة الرئاسية المصرية قد تحركت من مطار القاهرة وعليها الرئيس الاسبق مبارك وغادر الى قاعدة عسكرية فى تبوك كى يعالج ويأتى مرة اخرى الى مصر
رغم ان القاهرة نفت الى الجريدة اصرت على موقفها وقالت ان مصادرها تعلم علاج مبارك فى تبوك والعهدة على الراوى.


محاكمة مبارك 

وكانت الرياض محط أنظار الرئيسان المصريان بعد الثورة د/ محمد مرسى والجنرال / عبد الفتاح السيسى ،كما كانت المملكة من اوائل الدول التى قدمت المنح الى القاهرة بعد احداث الربيع العربى .
ولاكن الامر لا يخلو مكن دخان الحرائق ، فبعض ألقاء القبض على احد اعضاء جماعة 6 أبريل فى المملكة بعد يناير 2011 ثارت تلك الجماعة وتظاهرت ضد السفارة السعودية وقنصلياتها ، وانا رأيت بعينى على جدران منزل (قصر ) القنصل السعودى فى الاسكندرية شتائم سيئة جدا من جماعة موتورة

وسرعان ما امر العاهل الراحل الملك عبد الله بسحب السفير من مصر ثم قامت الاتصالات بين مصر تحت حكم المجلس العسكرى والرياض وتم ارسال وفد شعبى الى الرياض لتقديم الاعتذار وتم انهاء الازمة وارسل العاهل الراحل الملك عبد الله السفير مرة اخرى الى القاهرة .... ،وهكذا كانت العلاقة بين القاهرة والرياض بعد بداية الربيع العربى

الرئيس عبد الفتاح السيسى 


وجاء محمد مرسى الى السلطة ورحل وحل مكانه السيد /عبد الفتاح السيسى ،وحل بالمنطقة متغيرات كثيرة وبخاصة فى موضوع الامن العربى فيما يخص الملف السورى من جانب وليبيا واليمن من جانب اخر .


فمصر تمر بأزمة كبيرة فى مجال الأقتصاد وبناء دعائم الحكم ،والوضع السورى مشتعل وبدأت رياح التغيير فى الاستراتيجية الامريكية فى التعالم مع الشرق الاوسط بأتفاق نووى ايران ، فكيف كانت العلاقة بين الرياض والقاهرة وسط كل ذلك .

بعد هجوم داعش على شمال العراق ذكرت جريدة لوفيجارو الفرنسية أن هناك قوات عسكرية مصرية على الحدود السعودية العراقية ، وبعد عاصفة الحزم فى اليمن أشتركت مصر فى العمل العسكرى هناك وان كان موضوع المشاركة بالرجال المصريون كانت محل جدال ( نظرا لتاريخ مصر فى ستينيات القرن الماضى فى حرب اليمن ونكسة 67) فجأت جريدة الشرق الاوسط السعودية التى ذكرت ان القاهرة ارسلت بعض من جنودهيما الى اليمن وعلى الرغم من التكتم المصرى والاشارة ان القاهرة قد شاركت فى عاصفة الحزم على نحو من البحرية وبعض العمليات الاخرى المشتركة بين جيوش التحالف الا أن ظل هذا الوضع محل جدل كبير بين الرياض والقاهرة نظرا لمدى حساسيتة بالنسبة للمصرين حيال تدخل برى مصرى على ارض اليمن .

فكانت العلاقات بين القاهرة والرياض لا تخلو من التحليلات الصحفية التى تشير الى تباين المواقف بين البلدان ، وان هناك خلافات رغم زيارات المسؤلين بين البلدان ، حتى أعلن عن زيارة العاهل السعودى الى مصر ، رغم انها لم تسلم من التحليلات التى تقول انها أجلت .

فبعد كرم سعودى كبير على مصر بعد رحيل جماعة الاخوان المسلمون تجلى فى ودائع فى البنك المركزى ومساعادات كبيرة فى المجال النمائى والبترولى ، جاءت الزيارة التى انتظرها الجميع لكى يروا ما الجديد بين القاهرة والرياض


وجاءت الزيارة
وحل العاهل السعودى ضيفاً
وكانت البداية بالزيارة التى كانت فوق العادة والانتهاء بجدل موضوع جزيرتى البحر الاحمر

فى تتمة المقال .............................. الكلاسيكية الحالمة بين الرياض والقاهرة .

مع تحياتى