الثلاثاء، 7 يناير 2020

الجيل الثالث للويب Web 3.0، الذكاء الإصطناعى والثورة فى عالم الويب

الجيل الثالث للويب Web 3.0

الويب الدلالى Semantic Web:

           نظرة على الجيل الثالث للويب.










هدف المقال:

يهدف المقال إلى إلقاء الضوء على الجيل الثالث للويب والذى يعد ثورة فى عالم الويب المرتبط بالذكاء الإصطناعى، والقدرة على معالجة البيانات عبر قواعد بيانات ضخمة.

المقال:

فمنذ أختراع Tim Berners-Lee فى العام 1989 شبكة الويب العالمية The World Wide Web وعلى مدار 30 عام إستخدمها 3.81 مليار شخص فى إنحاء العالم (semanticoverflow.com).

وشهدت شبكة الإنترنت تطور كبير على مر السنوات السابقة منذ ظهورها للمرة الأولى فى العام 1991، فأدوات الويب المبكرة كانت بسيطة ولكن مع تطور تكنولوجيا المعلومات وسرعات الإنترنت ظهرت أدوات جديدة مما أتاح مساحات تفاعلية تركز على المستخدم حيث يتم مشاركة المعلومات بين المستخدمين، أما الويب 3.0 يهدف فى المقام الأول إلى التنظينم بواسطة وكلاء والمعايير الدلالية (Paula Miranda and other, 2014).

الصورة نقلا عن موقع: versionmuseum.com

نظرة على إجيال الويب:

شهد العام 1991م تطوراً مهم تمثل فى ظهور الشبكة العنكبوتية الدولية World Wide Web إلتى إبتكرها البريطانى Tim Berners-Lee فى المعمل الأوروبى لفيزياء الجزيئات بجنيف، وتعرف شبكة الويب Web على أنها منظومة إلكترونية تدعم الوثائق المكتوبة بلغة النص الفائق وتقوم بالربط بين الوثائق بعضها البعض سواء كانت وثائق نصية أو جرافيكية أو صوتية أو ملفات الفيديو (محمد الباتع، 2015، 9).

الصورة نقلا عن موقع: .history.com
وسميت شبكة الويب عند إنطلاقها بالويب 1.0 بدأت بعرض المعلومات فى صفحات HTML ساكنة ( ثابتة Static) يقرأها المستخدمون دون تفاعل (محمد الباتع، 2015، 12)، وفى العام 2003 صاغ دايلدو جيرتى عبارة الويب 2.0 وهى صفحات للويب بإستخدام عدد من التقنيات الحديثة مثل Ajax, Rss وبروتوكلات الإنترنت الحديثة والويكى، فشبكة الويب 2.0 هى شبكة تفاعلية لتيسير التعاون والتواصل الإجتماعى بين مستخدمى شبكة الإنترنت، حيث يعتمد الويب 2.0 على إتصال المستخدمين وعمل بيئات تعاونية إجتماعية إفتراضية عبر الموقع (محمد الباتع، 2015، 13).

صورة لأدوات الويب 2.0 – الصورة نقلا عن الموقع: (iamtechtips.com)

ما بين أجيال الويب الثلاثة، Web 1.0 - Web2.0 - Web3.0:


فى العام 1996م كانت شبكة الويب 1.0 شبكة للقرأة فقط، وجاء العام 2004 شبكة للقرأة والكتابة حيث دفعت ديانميتها و تفاعلها مع المستخدمين إلى ظهور وسائل التواصل الإجتماعى(computerpotato.wordpress.com).

فيعتبر الويب 1.0نظام من المستندات النصية التشعبية المترابطة إلتى يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت بإستخدام مستعرض الويب حيث يعرض صفحات الويب بمحتوياتها من نصوص وصور ووسائط متعددة أخرى، مثال على ذلك موقع شبكة CNN الأخبارية الأمريكية (B.Chaitanya Reddy & B.Tejaswi, 2nd BTech, CSE, 2010).

تاريخ شبكة الإنترنت - الصورة نقلا عن موقع: behance.net

أما الجيل الثانى للويب ويب 2.0 والذى يعد تصميم متطور وغنى بالوسائط وسريع الإستجابة (Gareth Casey, 2016)، ويعتمد الجيل الثانى على الويب على إتصال المستخدمين وعمل بيئات تعاون إجتماعية أفتراضية عبر الموقع والذى غالبا ما يكون مخصص للتواصل الإجتماعى (محمد الباتع، 2015 ،13)، وأمثلة لذلك (e.g. Flickr, YouTube, Adsense, Wikipedia, Blogger, MySpace, RSS, Digg).












وظهر مصطلح الويب 3.0 لأول مرة فى العام 2006 فى مقال لكاتب يدعى Jeffrey Zeldman فى أحد المدونات حيث أنتقد الجيل الثانى للويب ويب 2.0 و التقنيات المرتبطة به مثل Ajax ، ويطلق على هذا الجيل الجديد من الويب " الويب الدلالى The Semantic Web " حيث يمثل نقلة نوعية حيث تتحول المستندات Documents عبر الويب إلى البيانات Data حيث يتم تقديم المعلومات إلى البشر و أجهزة الكمبيوتر على حد سواء (B.Chaitanya Reddy & B.Tejaswi, 2nd BTech, CSE, 2010).


 الجيل الثالث للويب Web3.0:







الويب الدلالى هو إمتداد متطور لشبكة الويب العالمية، حيث يمكن التعبير عن محتوى الويب بطريقة غير تقليدية بحيث تسمح للجمهور بالعثور على المعلومات ومشاركتها ودمجها بشكل أكثر سهولة، كمن يطلب المساعدة فى إيجاد مركز صيانة سيارات فى محيط 10كم من منزله، فيتم بلورة المعلومات بحيث تتيح للمستخدم التعرف على أفضل ورش صيانة السيارات بالإضافة إلى الإمكانات إلتى يختص بها كل ورشة (B.Chaitanya Reddy & B.Tejaswi, 2nd BTech, CSE, 2010).

الويب 3.0 و مقارنة مع الويب 2.0  – الصورة نقلا عن الموقع: (themerkle.com)

ويعرف الويب 3.0 (Web Semantic) بأنه أحد فروع الذكاء الأصطناعى ويعد ثورة فى عالم الويب حيث يسمح للمتصفح أو البرامج الوكيلة بالبحث عن المعلومات لتقوم أجهزة الحاسب الألى بمعالجة المعلومات بدلاً من البشر، بحيث تتحول شبكة الإنترنت إلى قاعدة بيانات وبالتالى يمكن الوصول إلى المحتوى عن طريق مجموعة من التطبيقات بدلاً من الدخول على شبكة الإنترنت (محمد الباتع، 2015 ،24).

التطور التاريخى لشبكة الويب من خلال تقنيات الويب 1.0 حتى ظهور تقنيات الويب 3.0   – الصورة نقلا عن الموقع: (hackernoon.com)

والويب الدلالى (Web 3.0) يتاح عبر الإنترنت من خلال شركات تنشىء بعض التطبيقات يمكن للأخرين التعامل معها والتفاعل أيضاً، حيث يتم إسناد منصات تتيح للإشخاص نشر الخدمات من خلال الإستفادة من الإرتباطات بين الإشخاص والمحتوى الخاص مثل Face book, My Yahoo, Google Maps، وتعتبر تقنية خرائط جوجل Google Maps واحدة من أبسط الأمثلة على الجيل الثالث للويب Web 3.0 ، من خلال البحث عن فروع مطاعم McDonalds فى حى مصر الجديدة من خلال تقنيات البحث عبر خدمة خرائط جوجل Google Maps حيث يظهر جميع فروع المطعم و ميع المعلومات المتاحة عنه كما هو موضح بالصورة التالية.

خدمة خرائط جوجل Google Maps

بينما لو تمح البحث بإستخدام أى محرك بحث تقليدى (Google Chrome )ستظهر نتائج البحث بالمعلومات المتاحة عن مطاعم فروع مطاعم McDonalds فى حى مصر الجديدة.

صفحة البحث بواسطة بعض المتصفحات التقليدية


وبالنظر فى البحث أيضاً عن عن فروع مطاعم McDonalds فى حى مصر الجديدة من خلال خدمات البحث عبر منصة التواصل الإجتماعى Face Book يمكن أن نرى عملية المعالجة للبيانات إلتى تقدمها Face Book من خلال عرض جميع فروع المطعم المتاحة عبر الموقع بالإضافة إلى تفاعل الإشخاص مع تلك المعلومات كما توضح الصورة التالية.

                   صفحة البحث عن طريق منصة التواصل الإجتماعى Face Book                       

خصائص الجيل الثالث للويب:

لابد أن نعرف أن الجيل الثالث للويب (الويب الدلالى) يعمل على بناء التنسيقات المشتركة لتبادل البيانات، حيث تعمل شبكة الويب هنا على ما تحمله من المعلومات والبيانات من دلالات ومعان وليس على أساس ما تحتويه من أحرف وألفاظ، كما يعمل الجيل الثالث للويب على أن يجعل جميع أنواع أدوات شبكة الإنترنت (تطبيقات – متصفحات – قواعد بيانات – برمجيات إدارة التقويمات – جداول المواعيد – الجدوال الإحصائية إلخ)، مهيئة للعمل بإنفتاح بلا حواجز أمام أدوات البحث عن المعلومات والبيانات وإلتقاطها وتجميعها كمحركات بحث (محمد الباتع، 2015 ،28).

ويمكن أن نعدد مجموعة من الخصائص المميزة للجيل الثالث للويب على النحو التالى (محمد الباتع، 2015 ،31:28):

- إستخدام الذكاء الأصطناعى المتقدم كركيزة للجيل الثالث للويب.
- يعمل من خلال دلالية البحث، حيث يقوم بالتعامل الذكى مع مصادر الويب ومستنداته فهو يطور عمليات البحث بحيث يبحث عن الكلمات ودلالتها ومرادفاتها.
- يوفر قاعدة البيانات الموزعة لتوظيف البيانات والمعلومات فى أكثر من سياق، كما يوفر المساحة التخزينية للموقع ويسهل إستخدامه لعدم تكرار المعلومات فى عمليات البحث.
- القدرة الكبيرة على على تبويب و تصنيف المعلومات القائم على إستخدام تكنولوجيا الذكاء الأصطناعى، حيث يتم تصنيف جميع المعلومات وتخزينها بطريقة يمكن للكمبيوتر فهمها فضلاً عن الإنسان.
- تستخدم العوالم الأفتراضية فيه على نطاق واسع.
- تندمج نظم الترفيه والويب وأجهزة الكمبيوتر لتصبح مصدراً للموسيقى، الأفلام، ومصدر أساسى للتواصل الإجتماعى وبات الإنترنت قريبا من أعمالنا.
- يحقق تكامل أقوى مع تطبيقات الأجهزة المتنقلة، فبالنظر إلى التطورات النوعية فى تقنيات الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية المعتمدة على الإنترنت.
- تحدث تقنيات الجيل الثالث للويب تكامل أكثر وتفاعلاً مع سطح المكتب الخاص بجهاز الكمبيوتر وشبكة الإنترنت.
- توفير محتوى ذو جودة عالية، وبناء محتوى صفحات ويب ذات معنى، وخلق بيئة تمكن مستخدمى الويب من التجول بين صفحات الويب بسهولة، والقيام بمهام معقدة بمساعدة الألة، حيث تقوم بمهام الذكاء الأصطناعى دون الدخول فى برمجياته.

مميزات الجيل الثالث للويب Web 3.0 فى المجال التعليمى:

يرى محمد الباتع (2015، 32:31) أنه يمكن الإستفادة من تكنولوجيا الويب 3.0 فى التعليم نظراً لأنها تتمتع بالمميزات التالية:

- يوفر الجيل الثالث للويب Web 3.0 الدعم والإرشاد للمتعلمين عند قيامهم بعمليات البحث وتظهر أهمية تلك التقنية فى العملية التعليمية لما يوفره من إمكانيات فى الحصول على المعلومات إلتى يتم البحث عنها بسهولة ويسر ودقة.
- يعمل الجيل الثالث للويب Web 3.0 على إنشاء إطار مشترك يسمح بتشارك البيانات وإعادة إستخدامها عبر التطبيقات المختلفة.
- توفر الشركات الداعمة للجيل الثالث للويب بيئات عمل جاهزة (نظراً لإحتياج الويب 3.0 لتقنيات عالية جداً فى البرمجة) وما على المصمم سوى إستخدام المعالج Wizard لإنشاء تطبيقات جاهزة.
- يدعم الجيل الثالث للويب Web 3.0 أهتمامات المتعلمين من خلال عمل ملف شخصى لأهتماماتهم وإستدعائة وقت الحاجة.
- يساعد الجيل الثالث للويب Web 3.0 على تطوير عملية التعلم الذاتى والتعلم الإلكترونى، فهى توفر على المستخدمين الوقت والجهد والتكلفة، حيث تجمع بين إجتماعية التعلم والذكاء الأصطناعى بإمكاناته وإستخدامة فى المجال التربوى، ومن ثم تساعد كل من الطلاب والمعلمين على تحسين مخرجات ونواتج التعلم.


تطبيقات الجيل الثالث للويب (Web 3.0):

جاء الجيل الثانى للويب Web2.0 بقدرات رائعة مثل قراءة وكتابة المحتوى على صفحات الويب وبالتالى أصبحت مواقع الويب أكثر ديناميكية وتفاعلية، فالمدونات Blogs هى أكثر شعبية من أى وقت مضى، وأصبحت موسوعة ويكيبيديا Wikipedia المكتبة المفتوحة حيث تمكن المستخدم من أن يجد المعرفة، وأصبحت الرسائل الفورية شىء شانعاً وطبيعياً للمستخدمين (hackernoon.com). 

المدونات هى أكثر شعبية من أى وقت مضى 

وفى السنوات الأخيرة يرى البعض بأن العالم سيعيش نهاية قريبة للجيل الثانى للويب Web 2.0 وأنه سيتم قريباً إستبداله قريباً بأخيه الأصغر Web3.0 أى الجيل الثالث للويب، حيث يشير الجيل الثالث للويب إلى ثلاثة أمور رئيسية (بيئة أمنة – بيئة خاصة – بيئة بها مسواه)، ويرى الفريق المدافع عن تطوير Web3.0 بألا أن يترك مليارات المستخدمين للويب تحت رحمة شركات الإنترنت الإحتكارية وقواعد بياناتهم غير الأمنة وممارساتهم غير الشفافة بتبادل بيانات المستخدمين بشكل سرى(themerkle.com)، فأكثر عيوب web1.0 و Web2.0 هى البنية القائمة على خادم العميل حيث يتم تخزين البيانات الشخصية بشكل أساسى فى أجهزة حواسيب بها مساحات تخزينية ضخمة وبالتالى أن جميع البيانات مملوكة من قبل شركات ضخمة فى مجال الإنترنت (hackernoon.com).

أكثر عيوب الجيل الاول والثانى من شبكة الانترنت هى البنية القائمة على العميل 
فعلى سبيل المثال فى عام 2006م قامت شركة Netflix المتخصصة فى تقديم البث فى الإنترنت حسب الطلب، بنشر 100مليون من بيانات تدور حول الأفلام جرت إستعارتها من نحو نصف مليون زبون وهذا بغرض الإبحاث، فقد إستطاع من ذلك باحثون من جامعة تكساس برهنة أنهم قادرون على التدليل من تحديد هوية 84% من زبائن شركة Netflix عن طريق تتبع تقويم 6 أفلام لا تتمتع بشهرة كبيرة (تورستين فريكة و أولريش نوفاك، 2017، 210).

شعار شركة نتفليكس  – الصورة نقلا عن الموقع: (amazon.co.uk)

يتكون الجيل الثالث للويب بصفة عامة من مكونين رئيسيين الأول التكنولوجيا الدلالية وإلتى تمثل معايير مفتوحة يمكن تطبيقها عبر شبكة الإنترنت، والثانى بيئة الكمبيوتر الإجتماعية وإلتى تسمح بالتعامل البشرى مع الألة وتنظيم عدد كبير من مجتمعات الشبكة الإجتماعية (محمد الباتع، 2015 ،25).

شعار الجيل الثالث للويب 

ويشير Gareth Casey فى مقالة What is Web 3.0 and will it change our lives بأن الويب 3.0 هو وحش أكثر ذكاء a more intelligent beast من خلال تسخير قوة البيانات الضخمة والتعلم الألى بحيث يتم تحليل بيانات المستخدم وسلوكة، كما يتيح متصفح Google من خدمات متعددة من خلال سؤال محرك البحث Google " أرنىي جميع الأفلام المعروضة فى السينما مساء غد؟ " سيعرض جوجل بشكل جيد معالجة المعلومالت لتتيح لك الأفلام المعروضة فى جميع دور السينما، والذى يعتبر أبسط الأمثلة لتطبيقات الويب الدلالى (Gareth Casey, 2016).

جوجل ، هذه الشركة العملاقة والتى باتت فى شبه إحتكار لخدمات كثيرة عبر الشبكة 

ويكمل Gareth Casey فى مقالة بأن تطبيقات الويب الدلالى توفر تجربة بحث أسرع وأكثر بديهية مع القدرة على التخلى على عبارات البحث، ويمكن تلخيص خصائص البحث الدلالى عبر شبكة الإنترنت على النحو التالى:

تجعل التصفح أكثر تخصصياً A more personalised browsing experience:
حيث توفر تجربة أكثر تخصصياً حيث يمكن لمواقع الويب تخصيص نفسها تلقائيًا لتناسب أجهزة الحاسب الألى للمستخدم وموقعه (الجغرافى – الوظيفى) بحيث إستخدام نتائج متوافقة مع عادات المستخدم.
تعتبر أفضل طرق البحث Better search:
حيث باتت محركات البحث أكثر قوة بإستراتيجية إبعد من المستخدم، حيث ستمكن الشركات بشكل متزايد مع أتباع نهج أكثر طبيعية لتحسين محرك البحث عبر موقعها عبر الإنترنت بدلاً من اللجوء إلى إستراتيجيات كلمات البحث الصعبة.

إتاحة تطبيقات أكثر ثراء Richer app experiences:
لم تقف فائدة تطبيقات الويب الدلالى نحو مواقع الويب بل ستستفيد تطبيقات الويب من ذلك بحيث توفر تطبيقات أكثر ثراء للمستخدمين.

الإبتكارات المرتبطة بالجيل الثالث للويب Innovations associated with Web 3.0 :










أن الناظر للتطور التاريخى للويب فيرى أن الأنتقال من الويب الأصلى Web 1.0 إلى الجيل الثالث للويب Web 3.0 أكثر من 10 أعوام، فقد تم صياغة عبارة Web 2.0 فى عام 2003 من قبل ديل دوجيرنى نائب الرئيس فى شركة O'Reilly Media وإلتى أصبحت شائعة فى العام 2004، فأذا كان هذا التطور أستغرق نفس الفترة الزمنية تقريباً فأننا سننتقل إلى الجيل الثالث للويب Web 3.0 فى العام 2015 (Daniel Nations, 2019)، وبالتالى يعتمد الجيل الثالث للويب Web 3.0 على تقنيات البرامج الذكية Intelligent Software وإلتى تعمل على معالجة البيانات بشكل أكثر كفاءة، ومن أمثلة تلك التطبيقات ما يلى (B.Chaitanya Reddy & B.Tejaswi, 2nd BTech, CSE, 2010):

أولاً: تحويل الويب إلى قاعدة بيانات Transforming the Web into a database:

أتاحت تقنيات الويب الدلالى ظهور ما يطلق عليه " ويب البيانات the Data Web " أى البحث عن المعلومات عبر قواعد البيانات الموزعة عبر الويب، مما يجعل البيانات قابلة للوصول بشكل مفتوح وقابلة للربط، وتكون البيانات بتقنيات حديثة مثل RDF , OWL ، فيتطلب تطبيق الويب الدلالى إستخدام تقنيات تحقيق دور الويب الدلالى وهى أربعة تقنيات مثل لغة الترميز القابلة للتوسع، إطار وصف المصادر، خرائط المفاهيم و لغة أنطولوجيا الويب، وفيما يلى عرض لتلك المتطلبات (محمد الباتع، 2015 ،38:35):

لغة الترميز القابلة للتوسع XML
Extensible Mark up Language:

تستخدم تلك التقنية لوصف بنية ومحتوى الوثائق الإلكترونية المتاحة عبر الويب وتتميز بالمرونة الجديدة، حيث تسمح لمستخدمها بإعداد الرموز إلتى يحتاج إليها وإنشاء العناصر الملائمة لوصف الوثائق وبناء محتواها.

إطار وصف المصادر RDF
Resource Description framework:

حيث تسمح تلك التقنيات بترميز عناصر المعلومات المكتوبة بلغة XML وتجزئتها إلى بيانات تمثل أجزاء صغيرة يتم حفظها وفقا لقواعد محددة توضح دلالاتها أو معانيها.

خرائط المعرفة Ontology:
وتعتبر خرائط المعرفة أدوات لتمثيل المعرفة عن طريق حصر المصطلحات إلتى تعبر عن الموضوعات المعرفية والعملية وتنظيمها، موضحة العلاقات المختلفة إلتى تربط بينها، حيث توضح المصطلحات المترادفة وذات الصلة والأعم والأضيق كذلك، كما تحلل الصيغ المختلفة من المصطلحا مثل الأسماء، الأفعال، الصفات و الظروف ... وغيرها، ويتطلب تطبيق الويب الدلالى ربط كل صفحة من صفحات الويب بخريطة المفاهيم توضح ما تتناولة الصفحة من مفاهيم، الأمر الذى يتيح للمستفيد عند إسترجاع مفهوم معين من خلال محركات البحث أن يصل إلى نتائج لصفحات قد لا يكون ذكر فيها المصطلح فى حد ذاته، ولاكن خريطة المفاهيم الخاصة بالصفحة تشير إلى أن هناك أرتباط بين محتوى الصفحة والمفاهيم إلتى تغطيها وبين ما يستفسر عنه المستفيد.

لغة أنطولوجيا الويب OWL
Ontology Web Language:
وهى بمثابة مخطط للعلاقات يعمل على تسهيل وصف وتمثيل خرائط المفاهيم والمصطلحات والعلاقات إلتى تربط بينها ضمن مجال محدد، وتعتبر هذه اللغة أحدث من إطار وصف المصادر RDF ،فهى تقدم مميزات أوسع منها فى تمثيل المفاهيم حيث تركز OWL على ربط المعلومات مع بعضها البعض وتأسيس العلاقات بين المعلومات والمفاهيم إلتى تجمعها علاقة .

ثانياً: تطور الذكاء الأصطناعى An evolutionary path to artificial intelligence:

بأبسط العبارات، يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي (AI) إلى الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها. يتجلى الذكاء الاصطناعي في عدد من الأشكال. بعض هذه الأمثلة:

  • تستخدم روبوتات المحادثة الذكاء الاصطناعي لفهم مشكلات العملاء بشكل أسرع وتقديم إجابات أكثر كفاءة.
  • القائمون على الذكاء الاصطناعي يستخدمونه لتحليل المعلومات الهامة من مجموعة كبيرة من البيانات النصية لتحسين الجدولة
  • يمكن لمحركات التوصية تقديم توصيات مؤتمتة للبرامج التلفزيونية استنادًا إلى عادات المشاهدة للمستخدمين.

إن الذكاء الاصطناعي يتعلق بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معين أو وظيفة معينة. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يقدم صورًا عن الروبوتات عالية الأداء الشبيهة بالإنسان التي تسيطر على العالم، إلا أنه لا يهدف إلى أن يحل محل البشر. إنه يهدف إلى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير. مما يجعله أصلاً ذات قيمة كبيرة من أصول الأعمال.

وفى هذا الصدد تقدم شركات مثل IBM, Google بتقديم تقنيات جديدة يطلق عليها أنظمة ذكية Intelligent Systems تقدم خدمات مثل التصفية الأعتيادية collaborative filtering services كما هو حادث فى خدمات Digg, Flickr, .




كما أن أشهر تطبيقات الذكاء الأصطناعى هو عالم Robot أو الأنسان الألى، ونجد فى هذا المجال أن السبق فى ذلك يرجع إلى شركة Microsoft حيث إبحاث التفاعل البشرى الحاسوبى HCI والذى يهتم بالظروف الفسيولوجية للمستخدمين وأنماطهم السلوكية، حيث قامت الشركة العريقة فى مجال تطبيقات برامج التشغيل Microsoft بأنتاج نمط التفاعل البشرى الحاسوبى " مساعج المكتب Clippy " والذى بات سىء السمعة حيث كان من المفترض أن يساعد المستخدمين ولكنة تحول إلى مصدر إزعاج وأوقفت الشركة هذا النمط فى العام 2003 (لوتشيانو فلوريدى، 2017، 198).

Clippy, Microsoft’s– الصورة نقلا عن الموقع: (cnbc.com)

وكان هذا المساعد سىء على الرغم من أنه يمكن للمستخدمين الأختيار من مجموعة من الشخصيات حيث تطفوا على سطح المكتب من أجل محاولة المساعدة فى برامج إنتاجية مثل Microsoft Office Word (Jodan Novat, 2019).

ويشير فى ذلك المجال لوتشيانو فلوريدى (2017، 197) بأن الروبوتات الأصطناعية الإجتماعية سوف تلبى رغبة الأنسان فى الروابط العاطفية والتفاعلات المرحة، على النحو الذى لا يجعلهم مختلفين عن الحيوانات الأليفة وبالتالى سوف يتنافسون فى جذب الأنتباه مع التلفزيون الموجود فى كل مكان.

التطورات فى عالم الأنسان الألى – الصورة نقلا عن الموقع: (bostondynamics.com)

ثالثاً: التطور نحو الرؤية ثلاثية الإبعاد Evolution towards 3D:

يتيح الجيل الثالث للويب الرؤية ثلاثية الإبعاد، أى تحويل شبكة الإنترنت إلى سلسلة من المساحات الثلاثية الإبعاد، فأذا كان الويب 1.0 للقراءة فقط، والويب 2.0 أمتداد القراءة والكتابة أما الويب 3.0 هو أشتراك المستخدمين فى دور نشط، فبات يظهر مصطلح 3D Web حيث يمكن للمستخدم أن يذهب إلى الصيد دون مغادرة المنزل عن طريق اللتجول فى العالم الأفتراضى.

من مواقع الويب ثلاثية الإبعاد  – الصورة نقلا عن الموقع: (qbn.com)

وبدأ يظهر متصفحات الويب ثلاثية الإبعاد The World Wide Virtual Web 3.0أو متصفحات الواقع الأفتراضى a browser built entirely for virtual reality مثل Firefox Reality والذى هو متصفح ويب يستخدم بالفعل عن طريق سماعات الرأس حيث يمكن للمستخدم زيارة عناوين URL والبحث عن الأسماء وتصفح الإنترنت ثنائى الإبعاد وثلاثى الإبعاد داخل المستعرض وذلك دون إستخدام الماوس بل عن طريق وحدة التحكم ذات اليد VR الخاصة بالمستخدم (Lucas Matney, 2018)، وبالتالى بدأت مواقع عالمية مثل Google ,Microsoft الإتجاه نحو 3D فبالتالى لا أحد يمكنه التنبؤ بما سيبدو عليه الويب فى الغد Tomorrow’s Web, Today.


من مواقع الويب ثلاثية الإبعاد  – الصورة نقلا عن الموقع: (mixedreality.mozilla.org)



الأختلاف بين الجيل الثانى للويب Web2.0 والجيل الثالث للويبWeb3.0 :

أن القسم الأعظم الأن من محتوى الويب اليوم يتم تصميمه ليقرأة الإنسان ليس لتعالجة برامج الحاسب بشكل ذى معنى، وسوف يكتب المحتوى ذو المعنى لصفحات الويب بفضل الويب الدلالى حيث بيئة تتيح للعناصر الوسيطة (الوكلاء) البرمجية المتجولة من صفحة إلى أخرى القيام بمهام متطورة لمصلحة المستخدمين (لوتشيانو فلوريدى، 2017، 202:201).

الويب 3.0 والأختلاف مع الويب 2.0  – الصورة نقلا عن الموقع: (arageek.com)

أن الويب الدلالى Web 3.0 هو فى الحقيقة ويب قائم على المشاركة يضم اليوم كلاسيكيات عالم الويب مثل You tube eBay Face book وما شابه ذلك، كما أن الويب 2.0 أنشىء بواسطة محركات دلالية عن طريق الإعتماد على إسهام جحافل المستخدمين، وبدأ يظهر مصطلح Kloksonomeis أى الناس Floks و علم التصنيف Taxonimy ويشار إلى ذلك بأنه نتيجة حتمية للممارسة الإجتماعية لإنتاج المعلومات من المعلومات Information from Information عن طريق تصنيف تعاونى معروف بإسم التوسيم الإجتماعى (لوتشيانو فلوريدى، 2017، 205:204).

علم التصنيف المعتمد على العامل البشرى عبر الويب   – الصورة نقلا عن الموقع: (knowledgebird.com)
نهاية المقال.

الهوامش:

- محمد الباتع (2015). توظيف تكنولوجيا الويب فى التعليم. المكتبة التربوية. الأسكندرية.

- تورستن فريكه و أولريش نوفاك (2017): ملف جوجل. ترجمة عدنان عباس على. سلسلة عالم المعرفة . الكويت. المجلس الوطنى للثقافة والفنون والأداب.

- ناعومى. س. بارون (2015): التواصل الدائم، اللغة فى عالم الإنترنت والجوال. ترجمة محمد مازن جلال. الرياض. دار جامعة الملك سعود للنشر.

- لوتشيانو فلوريدى (2017): الثورة الرابعة، كيف يعيد الغلاف المعلوماتى تشكيل الواقع الإنسانى. ترجمة لؤى عبد المجيد السيد. سلسلة عالم المعرفة . الكويت. المجلس الوطنى للثقافة والفنون والأداب.

- مقالة Web 3.0 for Dummies، موقع: computerpotato.wordpress.com

الرابط: https://computerpotato.wordpress.com/2012/02/20/2-web-3-0-for-dummies/

- مقالة Web 3.0-A New approach to World Wide Web متاحة عبر موقع: yuvaengineers.com

الرابط: http://www.yuvaengineers.com/web-3-0-a-new-approach-to-world-wide-web-b-chaitanya-reddy-b-tejaswi/.

- مقالة: What is Web 3.0 and will it change our lives، متاحة عبر الموقع: bbconsult.co.uk
- مقالة: Web 3.0 will be Cheaper to Run and More Secure than its Predecessor Here’s why، متاحة عبر الرابط: https://themerkle.com/web-3-0-will-be-cheaper-to-run-and-more-secure-than-its-predecessor-heres-why/.
- مقالة: Web 3.0 Will Be Powered by Blockchain Technology Stack، متاحة عبر الموقع التالى: https://hackernoon.com/web-3-0-will-be-powered-by-blockchain-technology-stack-626ce3f828c7.
- مقالة Daniel Nations   بعنوان: Is Web 3.0 Really a Thing متاح عبر الرابط: https://www.lifewire.com/what-is-web-3-0-3486623.
- مقالة: ما هو الذكاء الأصطناعى متاح عبر الرابط: https://www.oracle.com/ae-ar/artificial-intelligence/what-is-artificial-intelligence.html.
- مقالة  Lucas Matney،بعنوان : Mozilla’s Firefox Reality web browser is now available، متاح عبر الرابط: https://techcrunch.com/2018/09/18/mozillas-firefox-reality-web-browser-is-now-available/.
مقالة Keshab Nath and Other، بعنوان: Web 1.0 to Web 3.0 - Evolution of the Web and its various challenges، متاحة عبر الرابط: https://www.researchgate.net/publication/269310255_Web_10_to_Web_30_-_Evolution_of_the_Web_and_its_various_challenges.
- مقالة Paula Miranda and other، بعنوان E-Learning and Web Generations: Towards Web 3.0 and E-Learning 3.0، International Conference on Education, Research and Innovation, Singapore.
- مقالة Jodan Novat، بعنوان: Clippy lives again as a software developer brings the Microsoft assistant to the Mac، عبر الرابط:
- مقالة: Web 3.0: Semantic Web، متاحة عبر الرابط: http://www.semanticoverflow.com/web-3-0-semantic-web/.