الخميس، 2 أبريل 2020

الإتجاهات الحديثة فى كتابة خطة البحث فى العلوم الإنسانية و الإجتماعية

كتابة الخطة البحثية:

 هدف المقال:
يهدف المقال إلى إلقاء الضوء على كتابة الخطة البحثية فى العلوم الإنسانية والإجتماعية، بالإضافة إلى بعض الإتجاهات الحديثة فى كتابة مقترح البحث (خطة البحث).

Aly Mousa
facebook.com/Ali Mousa
Ali.Moussa@suezuniv.edu.eg
aly.mousa@suezuni.edu.eg



كاتب المقال:
مدرس مساعد تكنولوجيا التعليم بكلية التربية بجامعة السويس - جمهورية مصر العربية 

هذا المقال جزء من المتطلب الإكاديمى لتمهيدى دكتوارة ( تخصص تكنولوجيا التعليم ) ضمن مادة قاعة بحث متقدم عن العام الإكاديمى 2020/2019.

المقال:

مقدمة:
البحث هو تقصى أو فحص دقيق لإكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ونمو المعرفة الحالية و التحقق منها ، فهو وثيقة مطبوعة من أربعين إلى مئتين صفحة أو أكثر إنجزها شخص أو عدة أشخاص فى إطار تأهيل معين ( دراسة – مهنة)، حيث موضوع قريب من حقل الأختصاص المختار ويكون ضمن رؤية تحاول أن تأخذ فى الأعتبار قواعد المنهج العلمى .

وفى هذا المقال سنستعرض كيفية كتابة خطة البحث و بعض الإتجاهات الحديثة فى تناول صياغتها مثل رؤية بعض الجامعات العالمية فى صياغة و كتابة الخطة البحثية، فسنستعرض مقال جامعة University of southern California, USA بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عبر موقعها على شبكة الإنترنت مقال عن تطوير وتنظيم وكتابة الورقة البحثية ( الخطة البحثية ) فى العلوم السلوكية، ثم سنستعرض مقال جامعة Queen's University Belfast, Northern Ireland, United Kingdom بالمملكة المتحدة عبر موقعها مقال عن خطة البحث Research Proposal تستعرض فيه الإتجاهات الحديثة لصياغة المقترح البحثى و الأخطاء التى يقع بها الباحثون.


أولاً: نظرة عامة على كتابة الإبحاث فى العلوم الإنسانية و الإجتماعية:

       لكى يصبح البحث علمياً على الباحث أن يلتزم بخطوات وأدوات وطرق المنهج العلمى فى البحث حتى يصل إلى النتائج الدقيقة (محمد عبد الغنى سعودى و محسن أحمد الخضيرى، 1992، 10)، فالبحث العلمى هو دراسة لمشكلة ما تحتوى على إمكانية المناقشة والبحث هدفها الوصول إلى إيجاد حل أو عدة حلول عبر إختبارات لفرض أو عدة فروض و ذلك عن طريق إستخدام المنهج الذى يحقق الشواهد التى يمكن التحقق منها و التى يقبل فى النهاية التعميم ( أمين ساعاتى، 1991، 20).

     وتتجلى أهمية المنهج العلمى فى كتابة البحث بوصفة يضيء المواقف الغامضة و الأسئلة المحيرة و الظواهر المجهولة، فالبحث وإن كان يجيب عن تلك الأسئلة أنما يحدد إجابات تتسم بالوضوح وبذلك يخضع كل المواقف الغامضة أو المبهمة إلى سيطرة الإنسان ( منصور نعمان و غسان ديب النمرى، 1998، 16).

        أذن فالبحث هو تقصى أو فحص دقيق لإكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ونمو المعرفة الحالية و التحقق منها ( عبد الله محمد الشريف، 1996، 13)، فهو وثيقة مطبوعة من أربعين إلى مئتين صفحة أو أكثر إنجزها شخص أو عدة أشخاص فى إطار تأهيل معين ( دراسة – مهنة)، حيث موضوع قريب من حقل الأختصاص المختار ويكون ضمن رؤية تحاول أن تأخذ فى الأعتبار قواعد المنهج العلمى (جان بيار فرانير، 1994، 9)، وهناك  قواعد حاكمة لإنجاز البحث بطابعاً علمياً (المرجع السابق، 29):

  • يجب أن يقوم البحث على موضوع محدد يمكن معرفته وبشكل يسمح للأخرين أيضا بالتعرف عليه.
  • الحداثة، بحيث أن يقول الباحث شيئاً لم يذكر بعد أو أن يعيد النظر إليه برؤية مختلفة عما نشر سابقاً.
  • يجب أن يكون البحث مفيد فى مجال الأختصاص.
  • يجب أن يعطى البحث العناصر التى تسمح بالتحقق من صحة الأفتراضات التى يقدمها، أى أنه يجب أن يعطى العناصر التى تسمح بمناقشة عامة له، وهو يعتبر مطلب أساسى.

البحث العلمى متعة لمن يريد ذلك حقاً

        وعلينا التفرقة بيت البحث والرسائل العلمية، فالرسائل العلمية هى التقرير العلمى النهائى الذى يعده طالب الماجستير أو الدكتوراة عن البحوث التى أجراها خلال دراسته، وتطلق على كل من رسائل الماجستير والدكتوراة (أحمد عبد المنعم حسن، 1996، 26)(2)، وبالأشارة إلى البحث العلمى فنرى أنه يتميز بمجموعة من الخطوات و القواعد التى يتم فى إطارها و التى لا يحيد عنها مهما أختلفت موضوعاتة أو تعددت وجهات النظر التى تعالج مشكلاتة (محمد عبد الغنى سعودى و محسن أحمد الخضيرى، 1992، 10)، ويتعين على كل من يعمل فى مجال البحث العلمى أن يكون ملماً بأصول المنهج العلمى، وهى (أحمد عبد المنعم حسن، 1996، 44:25)(1)؛ (عامر إبراهيم، 1999، 62)؛ (مروان عبد المجيد إبراهيم، 2000، 29:28):

  • الأهمية: يجب أن يكون البحث ذات أهمية نظرية أو علمية.
  • الحداثة: يجب أن ينطوى الموضوع الذى يتبناه البحث على شىء جديد أذا لم يكن موضوعاً جديداً، فعلى الباحث أن يبدأ من حيث أنتهى الأخرون.
  • إمكانية القيام بالبحث المقترح فى الوقت المحدد وبالإمكانات المتاحة، لذا يجب أن يكون البحث مناسباً بقدرات الباحث وإمكانياته ومعلوماتة.
  • جمع أكبر قدر من المعلومات من المصادر المختلفة ومن ثم القيام بدراستها وتحليلها لمساعدة الباحث فى إنجاز بحثه أو التوصل إلى الإستنتاجات و المقترحات المطلوبة. 
  • أختيار موضوع البحث فلابد من الأطلاع على الإبحاث العلمية الحديثة التى يمكن أن تقود الباحث إلى التفكير فى عديد من الأمور التى تكون فى حاجة إلى تفسير.
  • الأطلاع على جميع البحوث السابقة التى نشرت فى موضوع الدراسة، فيتعين على الباحث الذى يرغب فى بدء مشروع بحث فى مجال جديد أن يقوم بالأطلاع على الدراسات السابقة التى أجريت فى نفس المجال.
  • محاولة تحديد الخطوط العريضة للمشكلة البحثية فى ضوء الدراسات السابقة للموضوع.
  • تقسيم موضوع البحث إلى أسئلة بحثية.
  • وضع النظرية الأفتراضية التى يرغب فى دراستها وهى تكون عبارة عن أفتراض مؤقت يهدف إلى محاولة تفسير بعض الأمور ويجرى البحث بهدف تأكيد أو نفى تلك الفرضية.
  • يجب أن تكون المشكلة البحثية مقبولة كثيراً لدى الباحث و ذلك لعدم أهمال جانب الأهتمامات الشخصية للباحث.
  • بناء التجارب البحثية على نظريات إفتراضية معينة، تظهر بعد تجميع معلومات كافية عن المشكلة التى يراد دراستها، وعلى الباحث أن يحصل على إجابة محددة عن هذا السؤال، ما الذى يهدف أليه من إجرائه لهذه الدراسة؟.
  • يتعين على الباحث القراءة العامة عن موضوع الدراسة فى الكتب والمراجع ذات المجال.


      و أن كان الهدف من هذا البحث هو الأطلاع عى الإتجاهات الحديثة فى كتابة الخطط البحثية فعلينا الأعتراف بحقيقة أن البحث العلمى فى مصر يحتاج إلى خطة قومية تشترك فيها المراكز البحثية و الجامعات، كما أن الدراسات العليا فى الجامعات تفتقر إلى التطبيقات العملية التى يستفيد منها المجتمع (حسن شحاتة، 2001، 44)، وأن المشكلة الكبرى لدى كثير من الباحثين الأن هى عدم القدرة على صياغة خطة بحثية سليمة طبقاً لأصول المنهج العلمى، فهناك أقتراحات هامة حول كيفية كتابة الخطة البحثية والإبحاث بصفة عامة، وهى (جان بيار فرانير، 1994، 89:87):

  • تجنب طول الجمل المستخدمة فى الكتابة، فالجمل الطويلة صعبة المعالجة والفهم من القارىء.
  • لابد من التخفيف من إستخدام الأختصارات و الأكواد قدر الأمكان.
  • تجنب كثرة إستخدام أساليب التعدادات والبنود المزدحمة، لأن ذلك يجعل القارىء فى حيرة شديدة.
  • الإستعمال الجيد لعلامات الوقف فى صياغة الجمل بحيث يسهل القراءة و الفهم للبحث.
  • الأعتماد على وحدة الأسلوب فى كتابة إجزاء البحث.


ثانياً: كتابة الخطة البحثية (مقترح البحث):

نشر  Mattew Lynch مقال عبر موقع (theedadvocate.org) على شبكة الإنترنت بعنوان " HOW TO WRITE A RESEARCH PROPOSAL " أى كيفية كتابة خطة البحث (مقترح البحث)، حيث أشار بعض الضوابط و المشكلات التى تظهر لدى الباحثين عند صياغة خطة البحث، فلا خلاف على مكونات خطة البحث الرئيسية ولاكن الصياغة و القدرة على الكتابة السليمية المتماشية مع المنطق العلمى هو حجر الزاوية الذى يتم الحديث به الان بين أساتذة العلوم الإنسانية فى مجال البحث العلمى، وتتكون الخطة البحثية من أقسام ثابتة ( المقدمة – مشكلة البحث – أهمية البحث – مراجعة الأدبيات – منهجية البحث – المراجع).

مقال Mattew Lynch نشر فى العام 2017 عبر موقع (theedadvocate.org)

مقال Mattew Lynch نشر فى العام 2017 عبر موقع (theedadvocate.org) بعنوان " HOW TO WRITE A RESEARCH PROPOSAL "، الرابط: أضغط هنا


وفيما يلى عرض لأقسام الخطة البحثية كما أقترحها Mattew Lynch (2017):

العنوان:
قبل الشروع بالكتابة فى خطة البحث على الباحث أن يختار العنوان للبحث المقترح، ويعد أختيار العنوان وتحديده، ووضوح العنوان أكبر الدلائل على طبيعة تفكير الباحث وسعة أطلاعه ( منصور نعمان و غسان ديب النمرى، 1998، 36).

المقدمة:
الهف الأساسى من المقدمة هو إبراز أهمية موضوع الدراسة ومبرراته، بالإضافة إلى ربطه بنتائج الدراسات السابقة فى نفس المجال، وهذا فى صورة موجزة، ويجب أن تضيف المقدمة معلومات إلى القارىء وإلا تكون مجرد تكرار لماورد فى عنوان الدراسة (أحمد عبد المنعم حسن، 1996، 88)(2)، و المقدمة هى الفقرة الأفتتاحية فى الخطة البحثية و تكون عبارة عن فقرة قصيرة عن سؤال البحث و تحاول المقدمة الإجابة عنه و لماذا هذا السؤال مثير للإهتمام من الناحية التعليمية (Mattew Lynch, 2017).

صياغة مشكلة البحث:
على الباحث أن يفتش عن جذور مشكلة البحث فى  أبعد النقاط ثم يتدرج بتطويق المشكلة نفسها وحصرها ( منصور نعمان و غسان ديب النمرى، 1998، 39)، من أجل صياغة سؤال البحث والذى بدوره هو جوهر المشروع البحثى المقترح، فتؤدى مشكلة البحث إلى صياغة سؤال بحثى، من خلال الإجابة على الأسئلة التالية (Mattew Lynch, 2017):
  • هل يستحق السؤال التحقيق؟
  • هل يساهم السؤال بالمعرفة و القيمة فى مجال التخصص؟
  • هل يحسن السؤال الممارسة التعليمية؟
  • هل يساهم السؤال فى تحسين الإنسانية؟
و بالتالى على الباحث أن يراعى بعض النقاط عند أختيار مشكلة البحث، وهى ( عبد الله محمد الشريف، 1996، 36):
  • أن تكون المشكلة قابلة للبحث.
  • أن تكون مشكلة البحث جديدة.
  • يجب أن تضيف مشكلة البحث إلى المعرفة شيئاً جديداً.
  • يجب أن تستحوذ المشكلة أهتمام الباحث ووعيه.
  • أن تكون المشكلة فى حدود وإمكانية البحث من حيث الوقت و التكلفة و الكفاءة و التخصص. 

وحدد Mattew Lynch (2017)  السمات الرئيسية لصياغة سؤال بحثى جيد على النحو التالى:
  • أن يكون السؤال قابل للتطبيق.
  • أن يكون السؤال واضح؟
  • أن يكون السؤال أخلاقى؟
بعد صياغة سؤال الخطة البحثية يتجه الباحث لصياغة الفروض، والفرض هو تفسير مؤقت لظاهرة أو المشكلة  موضوع البحث و يختار من بين عدة تفسيرات ممكنة أو حل مقترح للمشكلة (مروان عبد المجيد إبراهيم، 2000، 31)، ومصادر الفرضية فى الخطة البحثية، هى ( عبد الله محمد الشريف، 1996، 39):

  • الملاحظات والتجارب الشخصية.
  • الفرضيات و النظريات العامة
  • دراسة البحوث السابقة.
  • خبرة الباحث.
  • التجارب والقياسات.
  • الإطلاع على مصادر المعرفة.
  • تفكير الباحث و إبداعة.
أهمية البحث:
تقترن الأهمية بمشكلة البحث، و تكشف الأهمية عن حيوية تأثيرها على مجتمع البحث وطبيعة بحثه، وبوصف البحث يستهدف الوصول إلى نتائج محددة يستفسر عنها البحث فستكون الأهمية هى نقاط مضيئة للوصول إلى الحقيقة ( منصور نعمان و غسان ديب النمرى، 1998، 41).


أهداف البحث:
تعد الأهداف جزء هام فى الخطة البحثية و ذلك لأن الباحث يسعى إلى تحقيق شىء ما، كما أن الأهداف مستقاة من السؤال الذى أثاره الموقف الغامض لمشكلة البحث، والأهداف هى الصياغات الجديدة لهذا السؤال الذى أستدعى تحليل المشكلة و تجزئها و تعميقها و التأكد منها ( منصور نعمان و غسان ديب النمرى، 1998، 46).


أستعراض الدراسات السابقة:
يكون الهدف منها هو تعريف القارىء بكافة الدراسات التى سبق إجراؤها فى موضوع البحث مع عرضها بطريقة منطقية وأمينة وتأخذ فى الحسبان أوجه التشابه و أوجه الأختلاف بين نتائجها (أحمد عبد المنعم حسن، 1996، 89:88)(2)، وعلى الباحث تلخيص الدراسات البحثية التى تتعلق مباشرة بسؤال (أسئلة) البحث، وعليه أن يراعى بعض النقاط الهامة فى ذلك (Mattew Lynch, 2017):

  • إستخدام المجلات العلمية بدلاً من المجلات الشعبية أو المقالات الصحفية أو الإنترنت.
  • الإعتماد على مصادر الأدب التربوى.
  • التأكيد على أختيار المقالات البحثية فقط، وليس الأعمال النظرية، أو المقالات الأفتتاحية، أو مراجعات الكتب، أو تقارير البرامج.
  • لا تزيد مراجعة الأدبيات العلمية فى البحث عن 15 صفحة.
المواد وطرق البحث:
يتناول الباحث فى هذا الجزء الخاص شرحاً لكل ما يتعلق بالبحث من حيث مكان وزمان إجراء الدراسة، وتفاصيل المعاملات التجريبية، و حجم الوحدات التجريبية، و التصميم الإحصائى، ووسيلة مقارنة معنوية المتوسطات (أحمد عبد المنعم حسن، 1996، 93)(2)، والغرض من هذا القسم هو السماح بشرح منهجية البحث و يكون هذا أصعب أقسام الخطة البحثية، وينبغى أن يجب هذا القسم على الأسئلة التالية (Mattew Lynch, 2017):

  • كيف تخطط لجمع بيانات البحث؟
  • ما أنواع الأسئلة التى تخطط لطرحها؟
  • كيف يختار الباحث العينة؟ وما أنواع طريقة أخذ العينات التى سيستخدمها الباحث؟
  • كيف سيقوم الباحث بتحليل البيانات؟ وما نوع التحليل الذى يناسب المشروع البحثى؟
  • ما هو المفهوم الرئيسى الذى يبحث عنه الباحث؟ وما المفاهيم الأخرى التى سيتم فحصها؟
  • ما هى المتغيرات الخاصة بالبحث؟ ما هو المتغير المستقل؟ ما هو المتغير التابع؟
  • كيف تصيغ فقرة ختامية تلخص تصميم البحث و أفتراضه؟
حدود البحث :
ليس هناك بحث بلا حدود، فتعتبر الحدود هى المسار الذى سيتبعه الباحث فى مجتمع البحث ( منصور نعمان و غسان ديب النمرى، 1998، 45).

مصطلحات البحث:
أن حقيقة البحث تتطلب من الباحث الحريص على بحثه أن يتعامل أصطلاحياً فى متن البحث، ويفضل وضع تعريف إجرائى محدد حتى لا يحدث اللبس فى مفهوم هذا المصطلح ( منصور نعمان و غسان ديب النمرى، 1998، 47:46).

المراجع:
المراجع هى القسم الأخير من خطة البحث، وتعرف المراجع بأنها كل أنواع الكتب التى يرجع لها الباحث و يقصد الحصول منها على المعلومات أو خصائص محددة لكثير من المصطلحات و التعريفات ( عبد الله محمد الشريف، 1996، 39). و تتضمن المراجع قائمة المراجع بتنسيق (APA) للمقالات و الكتب ومواقع الويب، ويجب ألا تزيد خطة البحث عن (40) صفحة بأستثناء صفحة العنوان وقسم المراجع، وتكون بخط بنط (12) و الهوامش بوصة واحدة على الجوانب الأربعة للصفحة (Mattew Lynch, 2017).

       وفى ضوء عرض Mattew Lynch، سنستعرض فى القسم الأخير من البحث، رؤية بعض الجامعات العالمية فى صياغة و كتابة الخطة البحثية، فسنستعرض مقال جامعة University of southern California, USA بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عبر موقعها على شبكة الإنترنت حيث مقال عن تطوير وتنظيم وكتابة الورقة البحثية ( الخطة البحثية ) فى العلوم السلوكية، ثم سنستعرض مقال جامعة Queen's University Belfast, Northern Ireland, United Kingdom بالمملكة المتحدة عبر موقعها  حيث مقال عن خطة البحث Research Proposal تستعرض فيه الإتجاهات الحديثة لصياغة المقترح البحثى و الأخطاء التى يقع بها الباحثون.



ثالثاً: نظرة على إتجاهات الجامعات العالمية فى صياغة الخطة البحثية 

أولاً: جامعة University of southern California, USA 







تنظيم ورقة أبحاث العلوم الاجتماعية ( الخطة البحثية ).
إرشادات مفصلة حول كيفية تطوير وتنظيم وكتابة ورقة بحثية في العلوم الاجتماعية والسلوكية.

Organizing Your Social Sciences Research Paper
Offers detailed guidance on how to develop, organize, and write a research paper in the social and behavioural sciences

       قدمت جامعة University of southern California, USA بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عبر موقعها على شبكة الإنترنت مقال عن تطوير وتنظيم وكتابة الورقة البحثية ( الخطة البحثية ) فى العلوم السلوكية.

صورة للمراجعة العلمية عبر موقع الجامعة على شبكة الإنترنت


يشير المقال لرأى Krathwol, David. R بأنه لابد من تقديم وتبرير الحاجة إلى دراسة مشكلة البحث وتقديم الطرق العملية التى ينبغى إجراء الدراسة المقترحة بها، ويحتوى مقترح البحث (الخطة البحثية) على مراجعات شاملة للأدبيات ولابد من تقديم أدلة مقنعة لإجراء الدراسة المقترحة بالإضافة إلى توفير الأساس المنطقى لها، كما لابد أن يصف المقترح البحثى (الخطة البحثية) المنهجية لإجراء البحث بما يتفق مع متطلبات المجال المهنى أو الإكاديمى، وبيان عن النتائج المتوقعة أو الفوائد من إكمال تلك الدراسة.

       ويجب أن تحتوى الخطة البحثية على جميع العناصر الرئيسية التى ينطوى عليها تصميم دراسة بحثية مكتملة، مع وجود معلومات كافية تسمح للقراء بتقييم صحة وفائدة تلك الدراسة المقترحة، كما أن الجزء المفقود فى خطة البحث هو نتائج الدراسة وتحليل تلك النتائج.


فالخطة البحثية وجدت لتجاوب على الأسئلة التالية:

- ما الذى تحققة الخطة؟  What do you plan to accomplish?
   ومن أجل ذلك لابد من أن يكون الباحث واضحاً مقتضباً فى تحديد مشكلة البحث وما يقترحه فى هذا البحث.

- لماذا تريد القيام بهذا البحث؟  Why do you want to do the research?
  ومن أجل ذلك لابد من إجراء مراجعة شاملة للإدبيات وتقديم الدليل المقنع على أنه موضوع يستحق التحقيق المتعمق.

- كيف تسير الأمور مع إجراءات البحث؟ How are you going to the Research?
  ويتوجب على الباحث الإجابة على هذا السؤال من خلال التأكيد من ما يقترحه ممكن.

وتشير جامعة University of southern California, USA بأن الهدف من كتابة الأقتراح البحثى (الخطة البحثية) يظهر فى الأسباب التالية:

  • تطوير مهارات التفكير وتصميم الدراسة البحثية الكاملة.
  • تعلم كيفية إجراء مراجعة شاملة للأدبيات لتحديد مشكلة البحث، بحيث لم يتم تناول تلك المشكلة بشكل كاف أو تم الرد عليها بشكل غير فعال.
  • التدريب على تحديد الخطوات المنطقية التى يجب إتخاذها لتحقيق أهداف البحث.
  • تحسين مهارات الكتابة Writing Skills.
  • تحسين مهارات البحث العامة General Research Skills.
  • التدريب على فحص وإستخدام الطرق المختلفة لجمع وتحليل البيانات المتعلقة بمشكلة البحث.
  • تهيئة الباحث لرؤيته كمشارك نشط فى عملية البحث.

وتشير جامعة University of southern California, USA بأن هناك أخطاء جوهرية يقع بها الباحثون عند أعداد مقترح البحث (خطة البحث) وهى على النحو التالى:

  • عدم الإيجاز: فلابد أن يكون مقترح البحث مركزاً وإلا يكون متباعد فى عمق فكرته، كى لا يصبح بدون أحساس واضح للهدف منه.
  • الفشل فى الإستشهاد التاريخى فى مراجعة الأدبيات وبالتالى نفقد المبدأ لفهم تطور القضية ونطاقها.
  • الفشل فى تعيين حدود السياق للخطة (الزمان – المكان – الإشخاص)، فلابد عند أقتراح البحث أن تخبر القارىء بكيفية دراسة المشكلة الحالية.
  • الفشل فى تطوير حجة متماسكة ومقنعة للبحث المقترح: فعلى الرغم من أن الخطة البحثية لا تمثل دراسة بحثية مكتملة، لاكن لابد أن يكون هناك توقع لأن تكون الخطة مكتوبة بشكل جيد وتتبع أسلوب وقواعد الكتابة الأكاديمية الجيدة.
  • عدم التركيز على أسئلة البحث الرئيسية: ينبغى على الباحث عند أعداد مقترح البحث أن يركز على الأسئلة البحثية الرئيسية من أجل دعم الحجة القائمة بضرورة إجراء البحث لكى يتم تهيئته على العرض على الأخرين فى المجال العلمى.


أقسام الخطة البحثية وفق جامعة University of southern California, USA
General your proposal should include the following sections  


يجب أن توضح الخطة البحثية (المقترح البحثى) رد مقنع بمدى معرفة الباحث بالموضوع، ولابد أن تظهر الخطة البحثية مدى حماس الباحث لإجراء الدراسة، ولابد أن تتضمن الخطة البحثية الأقسام التالية:

المقدمة Introduction:
يجب أن تقدم المقدمة سرد مكون من فقرتين إلى أربع فقرات بحيث يجب أن تجيب المقدمة على أربعة أسئلة، وهى:

What is the central research problem?
What is the topic of study related to that research problem?
What methods should be used to analyze the research problem?
Why is this important research?

ماهى مشكلة البحث المركزية؟
ما هو موضوع الدراسة المتعلق بمشكلة هذا البحث؟
ماهى الأساليب التى يجب إستخدامها لتحليل مشكلة البحث؟
ما أهمية البحث الحالى؟


الخلفية النظرية والأهمية Background and Significance:
يمكن أن تدمج الخلفية النظرية مع المقدمة أو جعلها فى قسم منفصل للمساعدة فى تنظيم و تدفق أقتراح الباحث، وهنا فى ذلك القسم يكتب الباحث شرح لسياق الأقتراح و كذلك تتضمن الخلفية النظرية سبب أهمية هذا البحث المقترح، ويجب أن تكتب تلك الفقرات بدقة بحيث يكون ملائم لشرح أهداف البحث المقترح.

وبصفة عامة لا توجد قواعد محددة وثابتة لأثبات أهمية الدراسة فى مقترح البحث، ولاكن هناك بعض النقاط يمكن الأخذ بها:


  • ذكر مشكلة البحث و تقديم شرح أكثر تفصيلاً حول الغرض من الدراسة، أكثر مما ذكرته فى المقدمة وهذا مهم بشكل خاص أذا كانت المشكلة معقدة أو متعددة الأوجه.
  • لابد من وصف القضايا أو المشاكل الرئيسية التى سيبحثها المقترح البحثى، بحيث يكون ذلك على شكل أسئلة يجب معالجتها.
  • شرح الأساليب التى يخطط لها الباحث من أجل إستخدامها فى البحث المقترح، وكذلك تحديد المصادر الرئيسية التى ينوى الباحث إستخدامها بوضوح وكيف ستساهم فى تحليل الموضوع.
  • لابد من وصف حدود البحث المقترح من أجل التركيز فى القضية البحثية، وكذلك تقديم تعريفات.


مراجعة الأدبيات Literature Review:
هذا الجزء فى الخطة البحثية مخصص لتوليف أكثر الدراسات السابقة المتعلقة بمشكلة البحث قيد التحقيق، والغرض من ذلك وضع الخطة البحثية ضمن كل ما يتم أستكشافه حالياً كى يوضح الباحث للقراء أن الخطة البحثية عمل أصلى و مبتكر Original and Innovative.

وفى هذا الجزء على الباحث أن يفكر فى الأسئلة التى طرحها باحثون أخرون و الأساليب التى إستخدموها، وما هو فقه الباحث لقراءة نتائج الإبحاث و التوصيات الواردة منهم، ونظراً لأن مراجعة الأدبيات كثيفة المعلومات فمن المهم أن يكون هذا القسم منظم بذكاء كى يتمكن القارىء من فهم الحجج الرئيسية التى قدمها الباحث لدعم الدراسة المقترحة فيما يتعلق بدراسة الباحثين الأخرين.

وتتمثل الإستراتيجية الجيدة فى تقسيم الأدبيات إلى فئات مفاهيمية (موضوعات) Conceptual Categories ، لذا على الباحث أن يقرأ معظم الأدبيات ذات الصلة بموضوع الخطة البحثية و يمكن أن يعرف الباحث أنه غطى الفئات المفاهيمية الأساسية التى تستند إليها أدبيات البحث بشكل عام فى حالة أذا بدأ الباحث فى رؤية تكرار الإستنتاجات أو التوصيات التى يتم تقديمها.

وعلى الباحث ألا يخجل من تحدى تلك الإستنتاجات التى تم التوصل إليها فى البحوث السابقة كأساس لدعم الحاجة إلى أقتراح الباحث، على أن يوضح ما يعتقد أنه مفقود و كيف فشلت البحوث السابقة فى فحص المشكلة التى سيتناولها الخطة البحثية بشكل كاف.

ومن أجل مراجعة جيدة للدراسات السابقة ينبغى على الباحث الأخذ بالنقاط التالية:

  • من أجل الحفاظ على التركيز الأساسى على الأدبيات المتعلقة بمشكلة البحث المقترح، على الباحث أن يقارن بين الحجج و النظريات و المنهجيات و النتائج المختلفة التى يتم التعبير عنها فى الأدبيات، وماذا يتفق عليه المؤلفون ومن يطبق منهم مناهج مماثلة لتحليل مشكلة البحث المقترحة.
  • على الباحث أن يقارن بين مختلف الحجج و المواضيع و المنهجيات و الجدل المعبر عنها فى الأدبيات المتعلقة بمشكلة البحث المقترح، و على الباحث أن يصف ماهى المجالات الرئيسية للخلاف و الجدل و النقاش بين العلماء.
  • على الباحث أن يصل إلى أى الحجج أكثر أقناعاً، ولماذا؟ وما هى المناهج والنتائج التى تبدو أكثر موثوقية و صحة وأكثر تناسباً مع الموضوع البحثى المقترح.
  • على الباحث أن يربط بين الأدبيات بمجال البحث المقترح بحيث يصل إلى منظور جديد لما قيل فى تلك اأدبيات.


تصميم البحث / طرق البحث Research Design / Methods:
ينبغى على الباحث أن يكون هذا القسم من الخطة البحثية مكتوب بشكل جيد ومنظماً منطقياً، ويهدف قسم تصميم البحث فى الخطة البحثية هو إقناع القارىء بأن تصميم البحث شامل، وطرق التحليل المقترحة ستعالج المشكلة بشكل صحيح وأن الأساليب المستخدمة ستوفر الوسائل المناسبة لتفسير النتائج المحتملة بشكل فعال، لذا يجب أن يرتبط تصميم الباحث ( تصميم البحث المقترح ) و الأساليب المستخدمة بشكل لا لبس فيه بالأهداف المحددة للدراسة المقترحة بخطة البحث.

فلابد أن يكون مقترح البحث (خطة البحث) المقدم محدد الأساليب المنهجية المستخدمة للحصول على المعلومات و التقنيات فى تحليل البيانات، وهناك عدة نقاط لابد الأخذ بها عن كتابة تصميم البحث فى الخطة البحثية، وهى:

  • تحديد الطريقة التى ستفسر النتائج.
  • تحديد مسار عملية البحث التى ستجرى.
  • لا يصف الباحث فى هذا الجزء ما ينوى تحقيقة من تطبيق الأساليب فى الخطة البحثية بل كيف سيقضى الباحث الوقت أثناء تطبيق هذه الأساليب.
  • أن منهجية البحث ليست مجرد قائمة بالمهام، أنما بماذا تضيف تلك المهام للوصول إلى أفضل طريقة للتحقيق فى مشكلة البحث، بمعنى أن يوفرفى هذا القسم من الخطة البحثية كيفية معالجة مشكلة البحث بشكل فعال.
  • توفير توقعات بالعوائق المحتملة فى تنفيذ تصميم هذا المقترح البحثى، وكيف يخطط الباحث لمعالجتها.


الأفتراضات الأولية و التداعيات (الفروض)
Preliminary Suppositions and Implication
فى هذا القسم من خطةالبحث أن يحدد الباحث العملية التحليلية و الأثار المحتملة، وهذا بغرض مناقشة كيفية تحسين و توسيع المعرفة المتواجدة فى مجال الموضوع قيد التحقيق فى الخطة البحثية المقترحة، وكذلك يشير الباحث إلى وصف تأثير النتائج المتوقعة على البحث العلمى أو النظرية أو أشكال التدخلات أو صنع البيانات.


ولابد لأى باحث عند صياغة الخطة البحثية أن يطرح بعض الأسئلة على نفسه عند كتابة الأفتراضات الأولية، وهى:

  • ما الذى تعنيه النتائج فيما يتعلق بتحدى الإطار النظرى و الأفتراضات الكامنة التى تدعم الدراسة المقترحة؟
  • ما هى أفتراضات البحث اللاحقة التى يمكن أن تنشأ من النتائج المحتملة للدراسة؟
  • ماذا ستعنى نتائج الدراسة للممارسين فى الظروف الطبيعية لمكان عملهم ( محل البحث المقترح)؟
  • هل ستوثر النتائج على البرامج أو الأساليب المنهجية؟
  • هل يمكن أن تساهم النتائج فى حل المشكلات الإجتماعية أو الأقتصادية أو أنواع أخرى من المشاكل؟
  • هل ستؤثر النتائج على القرارات السياسية؟
  • ما الذى سيتغير أو يتحسن نتيجة المقترح البحثى؟
  • كيف يتم تنفيذ نتائج الدراسة؟ وما هى الأبتكارات و الأفكار التحويلية التى يمكن أن تظهر من عملية تنفيذ البحث المقترح؟.
  • ومن كل ذلك ينبغى على الباحث أن يصيغ الأفتراضات الأولية بشكل جيد وبأدلة واضحة، لأن الغرض من هذا القسم هو التفكير فى الفجوات أو المجالات غير الواضحة فى الأدبيات الحالية، وعلى الباحث أن يصف كيفية مساهمة البحث المقترح فى فهم جديد مشكلة البحث المقترح أذا تم تنفيذ الدراسة على النحو المصمم.


الأستنتاج Conclusion: 
يؤكد الباحث فى هذا القسم أهمية الأقتراح المقدم فى خطة البحث، فلابد أن يقدم الباحث ملخص موجزاً للدراسة بأكملها، ويكون هذا القسم مكون من فقرة أو فقرتان فقط، مع التأكيد على سبب إستحقاق مشكلة البحث فى الدراسة الحالية، ولماذا الدراسة المقترحة فريدة من نوعها، ومن هنا يوجد العديد من النقاط التى ينبغى أن يهتم بها الباحث عند أعداد الأستنتاج لخطة البحث:

  • لماذا يجب أن تتم تلك الدراسة المقترحة.
  • الغرض المحدد من الدراسة المقترحة، وما هى الأسئلة التى تحاول الإجابة عنها.
  • لماذا هذا التصميم المستخدم للبحث المقترح، و سبب أختيار الأساليب المستخدمة دون غيرها من الخيارات الأخرى.
  • تحديد الأثار المحتملة الناشئة عند أختيار الدراسة محل المقترح البحثى.

الأقتباسات Citations:
كأى ورقة بحث علمى يجب على الباحث ذكر المصادر التى إستخدامها فى أقتراح البحث، ولابد أن يشهد هذا القسم على حقيقة أن الباحث قام بما يكفى من العمل التحضيرى لضمان أن الأقتراح البحثى سوف يكتمل وليس فقط تكرار لجهود الباحثين الأخرين، ويأخذ الأقتباس شكلين:

الأول: المراجع References:
وتسرد بها الأدبيات التى إستخدمت بالفعل وتم الإستشهاد بها فى خطة البحث.
ثانيا: قائمة المراجع Bibliography:
وتسرد بها كل ما إستخدمه الباحث وأستشهد به  فى الأقتراح البحثى، بالإضافة إلى الأقتباسات ذات الصلة بفهم المشكلة البحث التى إستخدمها الباحث. 



نظرة على إتجاهات الجامعات العالمية فى صياغة الخطة البحثية 

ثانياً: جامعة Queen's University Belfast, Northern Ireland, United Kingdom












قدمت جامعة Queen's University Belfast, Northern Ireland, United Kingdom بالمملكة المتحدة عبر موقعها مقال عن خطة البحث Research Proposal تستعرض فيه الإتجاهات الحديثة لصياغة المقترح البحثى و الأخطاء التى يقع بها الباحثون، وكان الأقتراح على النحو التالى:

المراجعة العلمية لكتابة الخطة البحثية عبر موقع الجامعة 


الخطة البحثية (المقترح البحثى) Research Proposal:
       على كل باحث أن يدرك أن الهدف من أعداد خطة البحث هو إقناع الأخرين بأن لديك مشروعاً بحثياً ذا قيمة وأن لديك الكفاءة و تمتلك خطة العمل اللازمة لإكمالة، ولابد أن تتضمن خطة البحث معلومات كافية للقارىء لتقييم الدراسة المقترحة، كما أنه لا تعتمد جودة حطة البحث على جودة المشروع المقترح بل تعتمد على جودة كتابة الأقتراح، فيمكن أن يتعرض مشروع البحث الجيد للرفض بمجرد أنه أقتراح مكتوب بشكل سيء، فمن الضرورى لأى باحث أن يكتب خطة بحث كتماسكة وواضحة و مقنعة.

        فخطة البحث لا تزيد عن 2000 كلمة كحد أقصى بأستثناء المراجع، يجب أن يكون العنوان موجزاً ووصفياً (أى من حيث العلاقة الوظيفية) لأن العناوين تشير بوضوح إلى التتغيرات المستقلة و التابعة، وأن تحتوى الخطة البحثية على ملخص قصير من ما يقارب 300 كلمة يجب أن يتضمن سؤال البحث، و الأساس المنطقى للدراسة، والفرضية و الطريقة، وقد يتضمن أوصاف الطريقة والتصميم و الإجراءات وأى الأدوات التى يتم إستخدامها، ولابد أن يبرز الباحث الغايات و الأهداف  Aim and Objectives من خطة البحث و هى تؤكد على ما يجب تحقيقة وليس على كيفية تحقيقة، ولتحقيق أهداف المشروع البحثى (خطة البحث) لابد من النقاط التالية:
  • التشديد على كيفية تحقيق الأهداف.
  • يجب أن تكون الأهداف مركزة للغاية.
  • معالجة نتائج خطة البحث الأكثر إلحاحاً.
  • إستخدام المفاهيم بكل دقة و حساسية ووصفها بدقة.
  • عادة ما يتم ترقيم الأهداف فى الخطة البحثية بحيث يقرأ كل هدف على أنه بيان فردى.

أقسام الخطة البحثية وفق جامعة Queen's University Belfast, Northern Ireland, United Kingdom، يجب أن تتضمن الخطة البحثية الأقسام التالية:


المقدمة Introduction:
والغرض الأساسى من المقدمة هو توفير الخلفية و السياق الضرورى لمشكلة البحث فى نطاق مراجعة الأدبيات العامة المرتبطة بالموضوع، ولا توجد قواعد صارمة و سريعة حول كيفية صياغة سؤال البحث، ولا توجد وصفة حول كيفية كتابة الفقرة الأفتتاحية بحيث تكون ممتعة وغنية بالمعلومات، لأن المقدمة تعتمد على الكثير من الإبداع لدى الباحث و القدرة على التفكير بوضوح و مدى التعمق فى فهم مناطق المشكلة.

وتبدأ المقدمة ببيان عام عن المشكلة مع التركيز على مشكلة بحثية معينة، يتبعها الأساس المنطقى أو المبرر للدراسة المقترحة، وغالباً ما تغطى المقدمة النقاط التالية:


  • ذكر مشكلة البحث والتى يشار أليها بأسم الفرض.
  • لابد من وضع تهيئة لسؤال البحث بطريقة تظهر أهميتة والضرورة أليه.
  • تقديم الأساس المنطقى لدراستك المقترحة و حدود الموضوع و سبب أهميتها.
  • وضع وصف بإيجاز للقضايا الرئيسية و المشكلات الفرعية التى سيعالجها البحث.
  • تحديد المتغييرات الرئيسية فى الخطة البحثية ( المستقلة – التابعة).
  • تضمين الحدود للبحث المقترح.
  • تحديد المفاهيم الرئيسية عند الأقتضاء.


مراجعة الأدبيات Literature Review:
يفضل أن تكون مراجعة الأدبيات فى قسم المقدمة، ويفضل البعض الأخر بأن تكون فى قسم مستقل لها حيث يتوفر لها مراجعة أكثر شمولاً للأدبيات، و يستفيد الباحث من مراجعة الأدبيات حيث توفر له العديد من الفوائد، هى:


  • توضح حجم معرفة الباحث بالمشكلة.
  • توضح مدى فهم الباحث للقضايا النظرية و البحثية المتعلقة بسؤال البحث.
  • يظهر قدرة الباحث على تقييم المعلومات ذات الصلة بشكل نقدى.
  • يشير إلى قدرة الباحث على دمج و تجميع الأدبيات الموجودة.
  • يوفر رؤى نظرية جديدة أو يطور نموذجاً جديداً كإطار مفاهيمى للبحث المقترح.
  • توفير قناعة لقارىء الخطة البحثية بأنها تقدم مساهمة كبيرة.


ويتواجد العديد من المشكلات التى يقع بها الباحثين عند البدء بمراجعة الأدبيات، وهى:

  • الأفتقار إلى التنظيم و الهيكلية.
  • الأفتقار إلى التركيز والإتساق.
  • التكرار.
  • الفشل بالإستشهاد بالأوراق المؤثرة.
  • الفشل فى تقييم الأوراق المذكورة فى الخطة البحثية.
  • التقل عن مراجع غير ذى صلة بالخطة البحثية المقترحة.
  • الإعتماد الكبير على المصادر الثانوية.


أسئلة البحث Research Questions:
تعتبر أسئلة البحث جزءاً مهما من الخطة البحثية، فهو يحدد الأقتراح و يوجه الحجج و الأستفسارات، وأذا كان السؤال غير مصاغ بشكل جيد فمن المرجح أن يفشل الأقتراح البحثى، فيجب أن تكون أسئلة البحث قابلة للتنفيذ بوضوح وغالباً ما ترفض الأسئلة بسيطة الصياغة أو المكلفة للغاية بحيث لا يتم تنفيذة بواسطة الباحث.

طرق البحث Research Methods:
يعتبر هذا القسم من أهم أقسام خطة البحث لأنها تكشف كيف يخطط الباحث لمعالجة مشكلة البحث الخاص به، حيث تصف الأنشطة اللازمة لإكمال المقترح البحثى، فلابد أن يحتوى هذا القسم على معلومات كافية للقارىء لتحديد ما أذا كانت المنهجية سليمة.

وهناك أخطاء شائعة عند صياغة طرق البحث فى الخطط البحثية، وهى:


  • الفشل فى توفير السياق المناسب لتأطير سؤال البحث.
  • الفشل فى الإستشهاد بالدراسات السابقة.
  • الفشل فى تقديم المساهمات النظرية التجريبية بدقة من قبل الباحثين الأخرين.
  • عدم الأستمرار فى التركيز على سؤال البحث.
  • الفشل فى تطوير حجة متماسكة ومقنعة للبحث المقترح.
  • إعطاء تفاصيل كثيرة حول القضايا الهامشية.
  • الأخطاء الكثيرة فى الأقتباس، والمراجع غير الصحيحة.
  • طول القسم أو قصر القسم.


وفى ضوء تلك الأخطاء يجب أن يراجع الباحث جيداً النقاط التالية عند صياغة الخطة البحثية:


  • هل الخطة البحثية مكتوبة بشكل واضح و دقيق.
  • هل توضح الخطة معرفة و فهم للمناقشات النظريو والبحثية الرئيسية فى مجال خطة البحث.
  • هل تركز الخطة على مجال بحث مهم.
  • هل تقدم الخطة مساهمة قيمة فى المعرفة.
  • هل هناك أساس منطقى للدراسة المقترحة.
  • هل أهداف البحث و الأسئلة الناشئة عن الأدبيات محددة بوضوح.
  • هل تشير خطة البحث إلى تقدير البحث العلمى.
  • هل توضح الخطة فهماً لطرق البحث و مناهج البحث، وهل من الواضح أن طرق البحث المحددة مناسبة لسؤال البحث المحدد.
  • هل يمكن الإنتهاء من برنامج البحث المقترح فى عضون الوقت المخصص له.



نهاية المقال.

الصور الضوئية المستخدمة فى المقال هى جزء من أطروحة الماجستير وهى  متواجدة بمكتبة كلية التربية - جامعة السويس.

 نشر البحث الأول عن الرسالة فى:
مجلة البحث التربوى - النسخة الثامنة عشر - العدد (36) - يوليو 2019م - الجزء الأول.
المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية.



المراجع:
  1. أمين ساعاتى (1991): تبسيط كتابة البحث العلمى، من البكالريوس ثم الماجستير و حتى الدكتوراة. المركز السعودى للدراسات الإستراتيجية. القاهرة.
  2. أحمد عبد المنعم حسن (1996)(1): أصول البحث العلمى، المنهج العلمى وأساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية. الجزء الأول. المكتبة الأكاديمية. القاهرة.
  3. أحمد عبد المنعم حسن (1996)(2): أصول البحث العلمى، إعداد وكتابة ونشر البحوث والرسائل العلمية. الجزء الثانى. المكتبة الأكاديمية. القاهرة.
  4. حسن شحاتة (2001): البحوث العلمية و التربوية بين النظرية و التطبيق. مكتبة الدار العربية للكتاب. القاهرة.
  5. عبد الله محمد الشريف (1996): مناهج البحث العلمى، دليل الطالب فى كتابة الإبحاث و الرسائل العلمية. مكتبة شعاع للطباعة و النشر والتوزيع. الأسكندرية.
  6. جان بيار فرانير (1994): كيف تنجح فى كتابة بحثك. ترجمة هيثم اللمع. المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع. بيروت.
  7. عامر إبراهيم (1999): البحث العلمى و إستخدام مصادر المعلومات. دار اليازورى العلمية. عمان.
  8. محمد عبد الغنى سعودى و محسن أحمد الخضيرى (1992): الأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستر والدكتوراة. مكتبة الأنجلو المصرية. القاهرة.
  9. مروان عبد المجيد إبراهيم (2000): أسس البحث العلمى لإعداد الرسائل الجامعية. مؤسسة الوراق . عمان.
  10. منصور نعمان و غسان ديب النمرى (1998): البحث العلمى، حرفة وفن. دار الكندى للنشر والتوزيع. أربد.
  11. مقالة جامعة University of southern California, USA بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، متاح عبر الموقع: libguides.usc.edu، الرابط: https://libguides.usc.edu/writingguide/researchproposal.
  12. مقالة جامعة Queen's University Belfast, Northern Ireland, United Kingdom، متاح الموقع: qub.ac.uk، ارابط: https://www.qub.ac.uk/schools/ssesw/Study/PostgraduateResearch/ResearchProposal/.
  13. مقالة  Mattew Lynch،بعنوان " HOW TO WRITE A RESEARCH PROPOSAL " ، عبر الموقع: theedadvocate.org، الرابط: https://www.theedadvocate.org/how-to-write-a-research-proposal/.